تراجع استثمارات النفط وتقلبات الأسعار تهدد استقرار الأسواق العالمية

المؤلف: رويترز (طوكيو)08.17.2025
تراجع استثمارات النفط وتقلبات الأسعار تهدد استقرار الأسواق العالمية

أفاد فاتح بيرول، المدير النافذ لوكالة الطاقة الدولية، يوم أمس (الخميس) بتوقعات تشير إلى انكماش متواصل في الاستثمارات الجديدة الموجهة لإنتاج النفط للعام الثالث على التوالي في عام 2017. يأتي هذا التراجع في ظل وفرة معروض النفط العالمي المستمرة، الأمر الذي ينذر بتقلبات سعرية حادة في أسواق الخام العالمية.

وخلال كلمته في مؤتمر للطاقة عُقد في طوكيو، صرح بيرول قائلاً: "تظهر تحليلاتنا المعمقة أننا على أعتاب فترة تشهد اضطرابات جمة في أسعار النفط، ويعزى ذلك جزئياً إلى التدهور المستمر في الاستثمارات النفطية العالمية لثلاث سنوات متتالية في 2015 و2016، ومن المرجح أن يستمر هذا التوجه في 2017. هذا الانخفاض المتتالي في استثمارات النفط، والذي يُعد الأول من نوعه في تاريخ صناعة النفط، سيؤدي إلى تعقيدات جمة في أسواق النفط العالمية خلال السنوات القليلة القادمة."

شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً لتصل إلى أعلى مستوياتها في شهر تقريباً، وذلك بفضل تزايد التكهنات بين المتعاملين والمستثمرين بأن منظمة أوبك ستتوصل إلى اتفاق بشأن خفض الإنتاج. ومع ذلك، يرى مراقبو الأسواق أن الاتفاق قد لا يحظى بالإجماع الكامل الذي تطمح إليه المملكة العربية السعودية وشركاؤها.

ومن المقرر أن تجتمع منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في الأسبوع القادم في محاولة جادة للانتهاء من وضع قيود محددة على الإنتاج.

وفي سياق مقابلته مع وكالة رويترز على هامش المؤتمر، أوضح بيرول قائلاً: "تشير تحليلاتنا إلى أنه في حال تجاوزت الأسعار حاجز الـ 60 دولاراً، فإن ذلك سيجعل جزءاً كبيراً من النفط الصخري الأمريكي مربحاً للغاية. وخلال فترة تتراوح بين 9 و 12 شهراً، قد نشهد استجابة قوية من النفط الصخري ومناطق الإنتاج الأخرى ذات التكلفة المرتفعة، الأمر الذي قد يفرض ضغوطاً تنازلية جديدة على الأسعار."

وفيما استقرت أسعار خام القياس العالمي مزيج برنت عند مستوى يقارب 49 دولاراً للبرميل يوم أمس، علق بيرول قائلاً: "هذا المستوى سيكون كافياً للعديد من شركات النفط الصخري الأمريكية لاستئناف عمليات الإنتاج المتوقفة. ومع ذلك، فإن وصول الإمدادات الجديدة إلى السوق سيستغرق حوالي تسعة أشهر."

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة