حمدان السمرين- من كشك صغير إلى رئاسة الغرف التجارية بالمملكة

المؤلف: حازم المطيري (الرياض)08.02.2025
حمدان السمرين- من كشك صغير إلى رئاسة الغرف التجارية بالمملكة

لم يتبوأ الدكتور حمدان بن عبدالله السمرين منصب رئاسة الغرف التجارية الصناعية بالمملكة عن طريق الصدفة أو المحاباة، ولم يسعَ لتقديمه كصاحب ثروة فحسب، بل إن مسيرته التعليمية المنهجية، وتجاربه الحياتية الصعبة، هي التي قادته بجدارة إلى هذا المقام الرفيع.

تلقى تعليمه الأساسي في مدينة سكاكا بمنطقة الجوف، حيث نشأ وترعرع، وهناك أيضاً بدأ رحلته المهنية المتواضعة بـ«كشك» صغير يقع أسفل درج أحد الأسواق الكبيرة، لم يشعر بالخجل من هذا الموقع البسيط، ولم يزدري بالمنتجات التي يبيعها –على الرغم من بساطتها الظاهرة- بل اعتبره نقطة ارتكاز للانطلاق نحو تأسيس سلسلة من المحال التجارية، حتى أصبح في نهاية المطاف واحداً من كبار المستثمرين المرموقين في المنطقة.

عدم التوافق والانسجام بين رؤى "ابن الشمال" وطبيعة العمل الحكومي، دفعه على وجه السرعة إلى الانتقال إلى القطاع الخاص المزدهر، حيث عمل كأمين عام لغرفة تجارة وصناعة الجوف، الأمر الذي منحه مهارات متينة وخبرات ثمينة في المجال التجاري، وفتح له آفاقاً واسعة للاستثمار والتوسع في مختلف المجالات والقطاعات الاقتصادية.

وكما هو الحال غالباً، تأتي الأحداث على غير ما يشتهي المرء، فقد واجه الدكتور السمرين عقبة كأداء في مسيرته المهنية أثناء انتقاله من القطاع الحكومي إلى القطاع الخاص، مما أدى إلى فصله من العمل في "غرفة الجوف"، لكن إيمانه الراسخ بقدراته وكفاءته ونزاهته وإخلاصه في العمل، جعله يعتبر هذا القرار مجحفاً وتعسفياً، فرفع دعوى قضائية ضد الجهة المعنية وكسبها بجدارة، وحصل على التعويض المستحق، مما أجبر سفينة حياته على الإبحار قدماً في وجه العواصف والتحديات، ليتجاوز بذلك هذه المحنة التي تحولت فيما بعد إلى أحد أهم الفصول الملهمة في رحلته نحو النجاح وتحقيق المشاريع الطموحة.

لم يتوقف عن مواصلة تحصيله العلمي أثناء عمله في غرفة الجوف، بل حصل على درجة الدكتوراه المرموقة في العلوم الزراعية من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، حيث واجهته صعوبة تتمثل في ضرورة "الانتظام بالدراسة"، مما اضطره للسفر أسبوعياً على مدى سنتين دراسيتين متتاليتين، ولكنه بعزيمته القوية أفشل كل المحاولات الرامية إلى عرقلة طموحاته وتحقيق أحلامه، واغتنم كل الفرص المتاحة للسعي نحو الأفضل، فكللت جهوده بالنجاح الباهر، وكانت الدافع وراء وضع بصمته المميزة على خريطة الاقتصاد الوطني.

تمكن من الفوز بمقعد رئاسة غرفة الجوف، على الرغم من المنافسة الشرسة، ليؤكد جدارته وكفاءته الوطنية، وأحقيته في الحصول على فرصة لإثبات النجاح والتميز، حتى تم اختياره لاحقاً نائباً لرئيس الغرف التجارية والصناعية بالمملكة، ثم رئيساً لها قبل عدة أشهر، وعلى الرغم من وصوله إلى هذا المنصب الرفيع، إلا أنه لم يخجل من بداياته المتواضعة، بل يفتخر بأن طريقه لم يكن مفروشاً بالورود، ويرى أن الصعاب والتحديات التي واجهها، كانت بمثابة الوقود الذي دفعه نحو تحقيق المزيد من الطموحات والإنجازات، ويعزو الفضل في هذا النجاح إلى عدد من الأشخاص الذين مدوا له يد العون والمساعدة في بداياته.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة